غزة خلال الحرب... ما مدى خطورة شرب مياه البحر؟

كتبها ندى ماهر عبدربه بتاريخ 2023/11/02

طقس العرب - عندما تشرق أشعة الشمس في صباح كل يوم، يبدأ السكان رحلتهم نحو محطة تحلية المياه في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، وهم يحملون عبوة بلاستيكية فارغة تعرف محليا بـ"غالونا". ينضم إلى صفوف من الأهالي الذين ينتظرون لساعات طويلة أمام المحطة، وتتخلل هذه الصفوف العديد من السيارات والعربات التي تجرها الدواب.

هذا الروتين اليومي يعكس قصة الصمود والمعاناة التي يواجهها سكان غزة منذ أسابيع على إعلان إسرائيل الحرب على القطاع، وتم قطع كافة إمدادات الكهرباء والمياه وإغلاق المعابر، وشنت غارات عنيفة أسفرت عن استشهاد  آلاف الأشخاص وإصابة آخرين وحاليا، يعاني القطاع من أزمة مياه خانقة؛ بسبب انقطاع التيار الكهربائي وعدم القدرة على تشغيل مولّدات الكهرباء بسبب نفاد الوقود.

ومحطات تحلية المياه تعمل جزئيًا بسبب أزمة الكهرباء، والسكان غير قادرين على تشغيل الآبار الجوفية للسبب نفسه والأمور تزداد سوءًا بسبب عدم توفر سيارات نقل المياه؛ بسبب نفاد الوقود والكثيرين من النازحين مضطرين إلى شرب مياه مالحة وملوثة، مما يزيدهم عرضة للإصابة بالأمراض والأوبئة وبعض الأشخاص يختلطون بين المياه المالحة والمياه المحلاة لزيادة كميتها بهدف البقاء على قيد الحياة، ولكن هذا الإجراء يزيد تلوث المياه، ويمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالأمراض والأوبئة.

وفي بيان صادر عن وزارة الداخلية في غزة في 19 أكتوبر، حُذِّر من أن المواطنين يشربون مياهًا ملوثة وغير صالحة للشرب، مما يشكل تهديدًا صحيًا خطيرًا، ويزيد تفاقم الأزمة الصحية في القطاع فما مدى خطورة شرب مياه البحر على صحة الإنسان؟

 

 

تأثير مياه البحر الزائدة في الأملاح على الجسم البشري

الماء هو أمر ضروري لجميع الكائنات الحية، بما في ذلك الإنسان، حيث يمثل عنصراً أساسياً للحياة وبالإضافة إلى ذلك، الأملاح تؤدي دوراً مهماً في حياة الإنسان حيث تساهم بشكل كبير في أداء العديد من وظائف الجسم.

عادةً ما يحتاج الإنسان إلى كمية معتدلة من الملح يومياً، تقدر بحوالي 500 مللي جرام، ما يعادل ربع ملعقة شاي، ومن الممكن أن يحتاج البعض إلى كميات أكثر استناداً إلى أسلوب حياتهم ووراثتهم وبيئتهم، وعلى سبيل المثال، هناك العديد من الأمريكيين الذين يتناولون كميات أكبر من 3500 مللي جرام من الملح يومياً.

الملح هو مركب ناتج عن تفاعل الصوديوم والكلور، ويُعرف بالاسم العلمي "كلوريد الصوديوم" يلعب الملح دوراً بارزاً في العمليات الهضمية والتنفسية للإنسان ونسبته في الدم تبلغ حوالي 0.9 في المائة، ويشكل حوالي 0.25 في المائة من وزن الجسم البشري وبدون وجود الملح، يصبح من الصعب على الجسم نقل الغذاء والأكسجين، وكذلك نقل الإشارات العصبية وتحريك العضلات، بما في ذلك عضلة القلب.

بالنسبة لمياه البحر، فإنها تحتوي على العديد من الأملاح بخلاف ملح الطعام، مثل الملح الإنجليزي وأملاح البوتاسيوم وأملاح اليود، وتتميز بطعمها المر والحمضي، وبينما تعتبر المعايير العلمية المياه الصالحة للشرب تلك التي تحتوي على 1000 جزء في المليون من الأملاح المذابة، أي 0.1 في المائة من حجم الماء، إلا أن مياه البحر تحتوي عادة على 1 في المائة من الأملاح المذابة، وفي بعض الحالات تصل إلى 3.5 في المائة، أي ثلاثة أضعاف تركيز الملوحة في الدم البشري.

بناءً على ذلك، يعتبر تناول مياه البحر غير آمن للجسم البشري، بغض النظر عن ملوحتها الشديدة وطعمها الحمضي، وتلك الملوحة الزائدة تؤدي إلى فقدان الماء من خلايا الجسم، مما يمكن أن يسبب جفافها وموتها، وعندما يحمل الدم تلك الملوحة العالية إلى الكلى، فإنها قد لا تكون قادرة على التعامل معها بشكل فعال، مما يؤدي إلى فقدان وظيفة الكلى لذلك، يصعب على الجسم التخلص من تلك الملوحة الزائدة، والتي تتخلص منها عادة من خلال التعرق وإخراج البول لذا، الحل هو تحلية مياه البحر للتخلص من نسبة الأملاح الزائدة وضمان سلامة استخدامها.

 

 

اعرف أيضا:

الجفاف وطرق علاجه وكيفية الوقاية منه

طرق الكشف عن المياه الجوفية

 


المصادر:

almanar

alrai

aljazeera



تصفح على الموقع الرسمي



الفرق بين فيروس كورونا والإنفلونزا والحساسية الموسمية ونزلات البردتسجيل أول إصابة شديدة بإنفلونزا الطيور في الولايات المتحدةمرصد الزلازل : لم يسجل أي هزة أرضية في الأردنالأردن | الأداء المطري حتى تاريخه هو الأضعف منذ عقود في المملكةكتلة هوائية باردة تترافق بانخفاض واضح على درجات الحرارة نهاية الأسبوعمركز طقس العرب يُصدر توقعات فصل الشتاء 2024/2025 في قطاع غزةالشاكر يُوضّح بالخرائط: ٣ اسباب رئيسية لضعف الموسم المطري وتفاصيل مقارنة الوضع الحالي مع السنوات السابقةتغيرات جوهرية على حالة الطقس ودرجات الحرارة تتجاوز الـ20°م في بغداد ثم تتبع بانخفاض حاد.بالفيديو | هل بالضرورة البداية الضعيفة للموسم المطري تعني أنه سيكون حتماً موسماً ضعيفاً؟